رسالةٌ إلى شهيدٍ لم يفارقنا
آخي الشهيد،
مع أقتراب ذكرى الشهداء وبمناسبة افتاح بيتك الجديد في قرية جولسّ، رأيت من المناسب أن أبعث لك هذة الرسالة لكي أطلعكَ على أخرِ مستجدات مشاريعك بيننا.
قد تتفاجأ يا صديقي إن أخبرتك بأنَّك الوحيد من شبابنا الذي يحظى بدعم الدوله في بناء بيتهِ الجديد، في حين تقوم الأخيرة بمحاكمه إخوتكَ لمجرد محاولتهم بناء بيتهم بشرفٍ وكرامة على ارض أجدادهم.
وقد تتفاجأ أيضا إن أخبرتك بأنَّك الوحيد الذي يحظى بتكريمٍ سنوي وبحضور كبار قاده الدوله. في حين يغيبُون عنا الدهرَ ولا يزورونا إلا قبيل موعد الانتخابات بفتره قصيره. حتى أنِّي اذكر بكاء أحدهم في إحدى المناسبات التي كنت قد إشتركت بها قبيل سفري. ولكني ما زلت لا اعلم إن كان يبكي على فراقك ام يبكي على بقائنا!
وكم ستتفاجئ حين تعلم بأنَّك تكاد أن تكونَ الموضوع الوحيد الذي تتفق عليهِ قيادتنا السياسية والدينية. ولكني استحلفك بالله بأن لا تسألني عن السبب. فانا أكرهُ الثرثرة ، خاصةً أنَّ هنالك نخبة من المثقفين التي تدّعي بأن هذا الوفاق جاء لكي يخدم مصالحهم عند قادة الدوله.والله أعلم!
ومع ذلك أشهدُ وإني لقارئ ملتزم بأنَّك الوحيد الذي يحظى بإهتمامٍ إعلاميٍ على صفحات جرائدنا ووسائل إعلامنا، وبأقلام ترعرعت لتكون مصباحاً للأجيال الصاعدة وباتت لتسرد قصص شهدائها.
وكم ستكون فخوراً يا صديقي حين تعلم كيف قمنا بتقبيل أيدي العاملين على مشاريعك بيننا. وبالرغم من جميع محاولتهم لحفظ ألقابهم، فقد شكرناهم على كل ما قدموه ولم يقدموه من انجازات، وتغيرات، وانتصارات وفتوحات منذ فترة المرحوم بيغنّ, رحمه الله واطال بعمر أنصار ديانته بيننا.
ولا تغضب يا صديقي من غياب الأهل عن مراسيمك، وبإسمهم أعدكَ أن تكون أخر الهفوات. فقد حضرت وزارة تطوير الجليل ووعدوتنا بأن تصادرما تبقى من أراضينا لصالح الدولة التي كنت قد استشهدتَ من أجلها، وبهذا سيتيحوا لنا فرصة الاشتراك ونحن مُطَأطِئيِ الرؤؤس خلف نعشك.
أما أنا، فالمعذرة يا صديقي إن تغيبت عن مراسيمك المقبلة. فقد امتلاءتُ بكلِّ أسباب الغيابِ بعد أن سئمتُ خطابات أصحاب الجرفتات المزركشه والعاملين على أن تحيا شهيداً منذ أن ولدتك أمَّك.
ولا تقلق يا صديقي، إن تغيبوا الاهل عن مراسيم تخليدك فما زلت تُغَنِيِ بقلوبهم الدافئة لاستودعك بالله على أمل اللقاء بك قريباً على مشارف إحدى قرانا، وإلى حينهِ أساءله تعالى بأن لا يُوَفِقَ بيتك الجديد بأحدٍ من خيره شبابنا.
أخوكَ المُحبّ
أمير