الطلاق في تزايد مستمر لدى أبناء الطائفة الدرزية
وعدد تقديم الطلبات في عام 2017 شبه متساو بين الأزواج والزوجات
يبدو ان الطلاق هو افة هذا العصر وفي تزايد مستمر لدى جميع الطوائف والملل حيث ان المعطيات تشير على كونه في حالة استفحال وفي صعود مقلق على الصعيد عام , بيد انه من الملفت للنظر ان الطائفة المعروفية التي اتسمت على مر العصور كونها محافظة على العادات والتقاليد وتذهب لحل مشاكلها فيما بينها , بالأخص المتعلقة بفك الرباط الزوجي بين افرادها من العقلاء , أضحت في الآونة الأخيرة تنفض او ربما تدحض هذه التقاليد التي لطالما كانت محط انظار الجميع ويتفق عليها القاصي والداني من رعاياها , وتعمل على تقديم دعاوي طلاق لدى المحاكم المختصة , بمن فيها المحكمة الدينية الدرزية بفروعها الثلاث ( عكا مسعدة وعسفيا ) , وهذا بحد ذاته داع للقلق ولربما قد يقضي مضاجع الكثير من العائلات ويحد من العلاقات الاجتماعية المترابطة بين افرادهما ومن ثم بين افراد الاسرة الواحدة , وهذا ما لا نريده ولا نتمناه لاحد .
ومن المعطيات التي وصلت الينا التي سجلت عام 2017 في أروقة المحاكم المذهبية الشرعية الدرزية ان العدد الإجمالي لفسخ رباط العقد الزوجي كان 111 مقابل 875 طلب زواج في الجليل والكرمل , حيث كان " النصيب الأكبر " لمدينة دالية الكرمل 12125 " والنصيب الأصغر " لقرية عين الأسد 8 . اما في هضبة الجولان فقد سجل العدد 125 لطالبي عقد الزواج للعام المنصرم مقابل 38 حالة طلاق , " واحتلت " مجدل شمس في المكان الأول 6319 وعين قنية " في المكان الأخير " 72 . وهذا ما يعني ان عدد نسبة الطلاق في مجدل شمس هي الأعلى لدى القرى المعروفية .
ومن الجدير ذكره انه في عام 2016 سجلت ثاني اعلى نسبة طلاق لدى الدروز ( بعد عام 1967 حيث وصلت النسبة آنذاك الى %17.6 ) , حيث انه في عام 2016 سجل 1,100 عقد زواج ( 935 في محكمة عكا , و 165 في محكمة مسعدة ) , و 162 حالة طلاق (137 عكا , و 25 مسعدة ) , أي بمعدل 14.7% , منهم 12 حالة فسخ عقد زواج قبل الزواج الفعلي واشهار العرس . ونتيجة لذلك يترعرع حوالي 160 طفل سنويا في عائلات أحادية منفصلة , وان حوالي %50 من حالات الطلاق تكون دون أطفال , وحوالي %40 منها يتفقون اطراف النزاع فيما بينهم بخصوص الحقوق الناتجة عن الطلاق , وذلك عن طريق وساطة المشايخ ويأتون الى المحكمة مع اتفاقية للمصادقة عليها بهذا الخصوص .
يذكر ان عدد السكان العرب الدروز وصل هذا العام زهاء 145,000 نسمة ( بضمنهم قرى هضبة الجولان ) , وان نسبة طلبات عقد الزواج وفكها تراوحت كما يلي :
في عام 1010 سجلت 865 حالت زواج و 103 حالة طلاق أي بمعدل %11.9 .
في عام 2011 سجلت 930 حالت زواج و 134 حالة طلاق أي بمعدل % 14.
في عام 2012 سجلت 981 حالت زواج و 147 حالة طلاق أي بمعدل % 15 .
في عام 2013 سجلت 1037 حالت زواج و 146 حالة طلاق أي بمعدل % 14 .
في عام 2014 سجلت 1015 حالت زواج و 149 حالة طلاق أي بمعدل % 14.6.
في عام 2015 سجلت 1018 حالت زواج و 130 حالة طلاق أي بمعدل % 12.7 .
وفي حديث لمراسلنا مع المحامي المختص في القضايا الجنائية و شؤون العائلة د. سلمان خير قال ان هذه المعطيات ليست من فراغ وهي مقلقة بحد ذاتها ويجب التوقف عندها والعمل الجاد والمشترك لجميع المؤسسات ذات الشأن للحد منها , سيما وان مجتمعنا العربي اخذ الى الانفتاح على حضارات وثقافات دخيلة لم يعيها في الماضي قد تدفع به الى المطالبة بفك الرباط الزوجي لأسباب بسيطة يمكن تقويمها ومعالجتها في حالات عدة , ضاربًا بذبك عرض الحائط ان ابغض الحلال عند الله هو الطلاق , وان في أحيان كثيرة الاباء يأكلون الحصرم والابناء يضرسون .
وحول سؤال لمراسلنا عن نسبة الطلاق في إسرائيل ودول العالم , اردف د. خير قائلا أن النسبة الاجمالية في إسرائيل ارتفعت في الاعوام الأخيرة نحو %5 فعلى سبيل المثال: عام 2010 سجلت 9,640 حالة طلاق وعام 2012 كانت هناك 10,964 حالة , كذلك الامر في بعض الدول الأخرى , فمثلا في مصر هنالك 240 مطلقة يومياً بواقع حالة طلاق واحدة كل 6 دقائق , وفي السعودية يتم طلاق 33 امرأة يومياً . اما في دولة قطر: فقد وصلت نسبة الطلاق مؤخرا الى حد ال % 31.8 , وفي الإمارات فقد بينت دراسة ميدانية أن 76% من المطلقات لم تتجاوز أعمارهن 39 عاماً، وفي امريكا كانت نسبة الطلاق في عام 1990 1000 221 ، واليوم ما يقارب 1000409 , وفي بريطانيا سجلت 12 حالة طلاق لكل ألف زواج في عام 1980 ، واليوم نجد أنه يتم حالة طلاق من كل ثلاث حالات زواج , وهذا الشيء يمكن ايجاده أيضا لدى معظم الدول الأوروبية الأخرى.
وفي النهاية سألنا الدكتور سلمان خير عن اهم أسباب الطلاق كما يعيها من الملفات التي يتداولها في المحاكم , فكان رده ان هذه الأسباب عدة وعديدة ومن الصعب ادراجها في " خانة " واحدة , بيد أن أهمها هو كالاتي :
العنف المستشري في المجتمع ( عنف جسدي كلامي نفساني واقتصادي ) .
الابتعاد عن الدين وغياب الدور التوجيهي من قبل الاهل ومؤسسات أخرى .
الغزو الفكري القادم من التلفاز والشبكة العنكبوتية بمن فيها الانترنيت وغيره .
صعوبة الحياة وعدم الاختيار المناسب .
اعجاب الشاب بشكل الفتاة وليس بالضرورة بأخلاقها ( التمسك بالمظهر والابتعاد عن الجوهر ) .
انفتاح المرأة للعلم والحرية , وتمسك الرجل بنفس العقلية الداعية الى التحفظ وغيرها .
تجاذبات ومشاحنات وانجذابات لأمور غير جادة ومجدية .
تدخلات خارجية ( من الأهل والمقربين ) .