كشفت دراسة حديثة أن المواد الكيماوية المستخدمة في الأثاث وغيرها من المنتجات يمكن أن تسبب عقما للنساء.
ووجد باحثون في أميركا أن نحو 80 بالمئة من النساء اللواتي يتعالجن من ضعف الخصوبة في مستشفى ماساشوستس العام كان لديهن أثر من ثلاث مواد كيماوية تدعى "PFRs" في البول.
وتبين أن النساء اللواتي تحتوي أجسادهن على نسب عالية من الكيماويات تقلّ لديهن فرصة نجاح التلقيح الصناعي بنسبة 38 بالمئة عن اللواتي لديهن مستويات منخفضة منها.
وفي حين أن الدراسة لا تثبت أن المواد الكيماوية هي التي تسبب العقم، فإنها تسلط الضوء على صلة محتملة.
وقال البروفسور روس هوسر، من مدرسة الصحة العامة في جامعة هارفارد، إن الأدلة قوية بما يكفي لجعل الأزواج المقبلين على الحمل يفكرون بتجنب التعرض للمواد الكيماوية.
وأضاف "أن الأزواج الذين يخضعون للتلقيح الصناعي، ويحاولون تحسين فرص نجاحهم؛ عن طريق الحد من تعرضهم للمواد الكيماوية، قد يرغبون في اختيار المنتجات التي تكون غير قابلة للاشتعال".
وما زال القلق يتزايد حول استخدام المواد الكيماوية في الأثاث المنجد ومنتجات الأطفال والحصير التي تستخدم في الأندية الرياضية، على سبيل المثال.
ووفقا للدراسة، فيمكن أن تنتشر المواد الكيماوية من الأثاث في الهواء والغبار من الغرف.
وتعليقا على الدراسة الجديدة، قال البروفيسور ريتشارد أندرسون، الخبير في علوم التلقيح الصناعي في جامعة إدنبره: "هناك قلق متزايد من أن المواد الكيماوية التي نتعرض لها جميعا قد يكون لها تأثير على الخصوبة، لكن الأدلة المباشرة بتأثيرها على الرجال والنساء كانت محدودة.
وبيّن أن "هذه الدراسة أجريت بعناية، بتحليل المواد الكيماوية في بول لنساء يعانين من ضعف الخصوبة، وكشفت عن وجود كميات كبيرة من المواد الكيماوية في معظم العينات".
وأضاف أن "ما يبعث على القلق أنه كلما ارتفع تركيز المواد الكيماوية انخفضت نسبة نجاح التلقيح الاصطناعي، وبالتالي فرصة أقل لوجود طفل".
وكشف أن "دراسة الأزواج الذين يجرون تلقيحا اصطناعيا هي فرصة مهمة لإجراء تحليلات مثل هذا؛ لأنه يسمح بفحص كل خطوة من خطوات الحمل، وهو أمر غير ممكن في الحمل الطبيعي".
وتقدم الدراسة دعما قويا للحاجة إلى تنظيم تعرضنا للمواد الكيماوية، واختبار تأثيرها المحتمل على الخصوبة".