خصص موقع "Middle East Eye" تقريرا للحديث عن استخدام حزب لله لطائرات من دون طيار في عملياته بسوريا، لافتا إلى أن تعزيز الحزب لقدراته القتالية بهذه التقنية يثير مخاوف إسرائيل.
الموقع ذكر في هذا الصدد أن لدى حزب الله الآن أسطولا من الطائرات المسلحة من دون طيار، يستخدمها بشكل واسع في سوريا لتعزيز قدراته القتالية هناك، مشيرا إلى أن إسرائيل تراقب عن كثب نشاط الحزب في هذا المجال، وذلك لأنها يمكن أن تُستخدم في نهاية المطاف ضدها، بحسب ما نقل الموقع عمن وصفهم بمحللين.
وأوضح أن شريط فيديو نشر في موقع يوتيوب في أغسطس/آب من العام الماضي، يظهر إسقاط طائرة صغيرة ذاتية قنابل على مسلحين متمردين في شمال سوريا، لافتا إلى أن الذخائر الصغيرة المستخدمة صينية الصنع من طراز "إم إس دي -2"، وتحتوي على عبوة متفجرة ملفوفة في كرات بلاستيكية أو معدنية صغيرة الحجم. ورأى الموقع أن هذا التطور كان صدى لاستخدام تنظيم "داعش" هذا النوع من الطائرات في هجمات جوية على أهداف مدنية شرق مدينة الموصل.
وعزا نيكولاس بلانفورد، الخبير المتخصص في حزب الله في المجلس الأطلسي استخدام الحزب الواسع للطائرات من دون طيار إلى أنها متاحة، وأسعارها منخفضة ويمكن حاليا "شراء طائرة من دون طيار تجارية صغيرة مقابل 600 دولار".
وذكر التقرير أن أول استخدام موثق للطائرات من دون طيار من قبل حزب الله جرى عام 2004، حين أرسل طائرة من صنع غيراني قال إنها من نوع " Mirsa" في مهمة استطلاعية لم تتجاوز 18 دقيقة فوق إسرائيل، أنجزتها وعادت إلى قاعدتها من دون أن تكتشف.
ويمكن الإشارة إلى أن الطائرة الذاتية التي استعملها حزب الله حينها هي من طراز "مهاجر 4"، وأطلق عليها الحزب اسما آخر هو "مرصاد 1".
الخبير المتخصص في حزب الله أبلغ الموقع أن حزب الله استخدم سلاح الطائرات من دون طيار عام 2006 خلال الحرب مع إسرائيل، مشيرا إلى أنه أرسل 3 طائرات من هذا النوع، إحداها على الأقل محملة بمتفجرات، وأن العملية فشلت بعد إسقاطها أو تحطمها قبل دخولها الأجواء الإسرائيلية، بحسب المصدر.
ويقول الموقع إن حزب الله بحلول عام 2012 أرسل طائرة من دون طيار متطورة إلى جنوب إسرائيل، وقد قطعت "مئات الأمتار" على الساحل الإسرائيلي فوق غزة وصحراء النقب!.
ويرجح محللون بحسب الموقع أن تكون الطائرة المستخدمة حينها، والتي أسقطت بنهاية المطاف، من طراز "شاهد 129" بسبب طول مداها، ولأن هذا النوع من الطائرات الذاتية الإيرانية متطور وقريب الشبه إلى حد بعيد بالطائرات الأمريكية من نوع "ريبر".
أما في سوريا، فيقول التقرير نقلا عن الخبير العسكري اللبناني أمين حطيط، إن حزب الله شن أول هجوم ناجح بطائرات من دون طيار عام 2014، حين استهدف مقرا لـ"جبهة النصرة" على الحدود اللبنانية مع سوريا.
وأرجع التقرير توسع حزب الله في استخدام الطائرات من دون طيار إلى الصراع القائم في سوريا، ونقل عن أحد مقاتلي الحزب قوله :"نحن بالتأكيد نتعلم الكثير من خلال العمل مع الروس والإيرانيين في الحرب السورية، تحديدا عندما يتعلق الأمر بالطائرات دون طيار".
وفي هذا المجال، أضاف الخبير بلانفورد أن حزب الله بالإضافة إلى تطوير معرفته بهذا النوع من الطائرات، مارس مهمات جديدة لها علاقة بالخدمات اللوجستية والعمليات الهجومية والسيطرة على الأرض والتحكم بها، كما أنه اكتسب خبرات جديدة في القتال في تضاريس متنوعة غير تلك التي تعود عليها في السابق في جنوب لبنان.
واختتم الموقع تقريره بتعليق للمسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية آفي ميلاميد أشار فيه إلى أن إسرائيل ترصد تنامي قدرات حزب الله القتالية و"استخدام الطائرات من دون طيار هو بالطبع إحدى القضايا التي تراقبها إسرائيل عن كثب".