كارثة تهدد حيفا والمنطقة قد تؤدي إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف. هذا ما رسى عليه رأي "خبير دولي مشهور في مجال الكيمياء"، بحسب ما كتب نوعه شفيجل في صحيفة هآرتس.
وقامت مجموعة من خبراء الكيمياء برئاسة إيهود كينان، بإنجاز تقرير بطلب من بلدية حيفا الذي أبدى فيه كينان رأيه.
من نقاط الضعف هذه حاويات الأمونيا في حيفا فضلاً عن المنشآت النووية لإسرائيل. لكن هذه النقاط ما كانت لتتسم بالضعف سابقاً على ما يقول شفيجل، بل أصبحت كذلك مع "تعاظم تسلّح حزب الله بصواريخ بعيدة المدى تتميز بدقة أعلى من السابق". حيث أن قدرة حزب الله على تطوير وامتلاك صواريخ ذات دقة عالية جداً من حوالى 130 ألف صاروخ بأحجام وقدرات متنوعة "هي الأكثر اثارة للقلق والازعاج لإسرائيل من جهة العدو. هو التهديد الأكثر أهمية"، خاصة أن في يد حزب الله اليوم "عشرة أضعاف ما كان لديه عشية حرب تموز 2006".
"الرأي المهني لكينان قدم قبل أشهر عدة"، على ما تقول هآرتس التي علمت أنه "بموازاة تقديم الرأي، أرسل رسالة سريّة تتضمن أهم أسس الرأي المهني لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وجهات أخرى".
هذه المخاوف استندت فيها هآرتس إلى أكثر من جهة وتصريح، مذكرة بخطاب لنتنياهو في الأمم المتحدة عام 2015 ، الذي قال فيه إن "حزب الله نجح في أن يهرّب من سوريا إلى لبنان منظومات أسلحة متطورة، من بينها صواريخ أرض - أرض وصواريخ ضد الطائرات من طراز "أس أي 22" وصواريخ أرض بحر من طراز ياخونت".
أما الإذاعة الإسرائيلية فقد عرضت القلق المتزايد عند الإسرائيليين في حيفا ومحيطها، في أعقاب نشر التقرير المذكور.
ونقلت عن وزير البيئة زئيف إلكين تأكيده إن التقرير يدعم موقف وزارته التي تطالب بإبعاد خزان الأمونيا عن المنطقة في أقرب وقت ممكن.
رئيس بلدية حيفا يونا ياهف قال بعد قراءته التقرير "هناك 600 ألف شخص في دائرة الخطر"، معتبراً أن موضوع حاويات الامونية "يمكن أن يكون الاخفاق الأكبر القادم، وممنوع السكوت على هذه الكارثة".
وقال كينان إن استهداف سفينة تحمل الأمونيا إلى اسرائيل، من شأنه أن "يتسبب بمقتل عشرات الآلاف نتيجة تفاعل الأمونيا السائلة".
وجاء في التقرير أن إصابة إحدى حاويات الأمونيا على السفينة، ومع الأخذ بعين الاعتبار معطيات بشأن أحوال جوية معقولة، فإن ذلك "سيؤدي إلى تغطية منطقة حيفا بسحابة قاتلة من الأمونيا لمدة 8 ساعات، على الأقل، تتسبب باختناق كل من يكون في مجالها حتى الموت خلال أقل من ساعة".
وهذا يعني أن سوء الأحوال الجوية مثل هبوب عاصفة مثلاً، يعني اتساع سحابة الأمونيا إلى أبعد من حيفا، ما سيسفر عن عدد أكبر من القتلى.
ووفقاً لكينان فإن انفجار إحدى الحاويات الخمس على متن السفينة، سيؤدي إلى "كارثة أخطر من التي نتجت عن إلقاء القنابل النووية على هيروشيما وناكازاكي".
وتصل إلى ميناء حيفا سفينة محملة بالأمونيا مرة كل شهر، والتي تحتوي على 16700 طن من الأمونيا السائلة، ويجري تفريغ 10 آلاف طن منها في حيفا، علماً أن موعد وصول السفينة معروف مسبقاً.
وأكد مكتب نتنياهو لصحيفة هآرتس تلقيه التقرير وقال إنه تم تحويلها إلى الأمن القومي و"تمت مناقشتها بشكل مهني مع الجهات المهنية ذات الصلة، وأرسل الردّ إلى مرسل الرسالة وإلى رئيس بلدية حيفا".
وقال مصدر مطلع للصحيفة إنه تمت مناقشة نقل الحاوية إلى أشدود، إلا أن "الاقتراح رفض بسبب الخطر الكامن على سفن الأمونيا بينما ترسو في ميناء أسدود قرب قطاع غزة"، فيما صرّح آخر إن "إسرائيل تعمل من أجل مصلحة شركة "حيفا كيميكاليم"، مشيرا إلى أن "95% من الأمونيا تخصص لإنتاج الأسمدة ومواد أخرى للاتجار بها، يمكن الاستغناء عن المصنع".
ياهف في مؤتمر صحفي:خطورة على حياة مليون
هذا وفي مؤتمر صحفي صباح اليوم لعرض نتائج ومعطيات حول مخاطر خزان الامونيا، قال رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف:
"واجهت خلال مسيرتي العامة العديد من الصراعات. وليس لدي أدنى شك بإزالة خزان الأمونيا لما يشكل من خطورة على حياة مليون مواطن. ثلاثة عشر عاما من النضال المتواصل على جميع الجبهات. القانونية، العانة والتخطيطية .