سحب صلاحيات التخطيط والبناء من رؤساء المجالس والآن!! بقلم اياد فرحات
بعد هدم بيت رايق سرحان في حرفيش عندها قامت الدنيا ولم تقعد، ها هو المشهد يتكرر ثانية، هذه المرة في قرية يركا، بيت رامز زيان، بيت متواجد داخل مسطح القرية لكنه يقبع تحت قبضة إصدارات المحاكم.
رأينا بالأمس تضامنا كبيرا وفزعة أكبر للتصدي لهدم البيت، أولا أبارك هذه الغيرة المعروفية لكنها بعيدة أن تكون الحل المنشود!
الكلام الجميل والمعسول من قبل بعض المسؤولين والرؤساء ليس إلا ذر الرماد في عيوننا كمواطنين وليس إلا تحريضا لصرف النظر عن المسؤولية التي تقع على عاتق الرؤساء.
رئيس مجلس هو رئيس حكومة في مسطح نفوذه، هذا ما يقوله القانون، ليس انا، بإمكانه وقف أمر هدم وبإمكانه التواطؤ والموافقة على تنفيذه، كي نضع النقاط على الحروف، تخطيط قرانا يقع على عاتق رؤسائنا وصلاحيات التخطيط بيد السلطة المحلية وليس تلك الوزارة أو تلك اللجنة!
للأسف، على مدار السنين، تخلى الرؤساء عن التخطيط كونه لا يلمس ولا يراه المواطن حتى وصلنا إلى وضعنا هذا، الفوضى ومشاكل التخطيط سببها مجالسنا ورؤساؤنا وليس الدولة ومؤسساتها وهذا مثبت.
بإمكاننا إيقاف هدم بيت رامز زيان وهذا ما يجب أن يحدث ولكن ماذا عن أكثر من 4000 بيت؟! هل سنحرس عليهم على مدار 24 ساعة!؟ عملية الهدم يمكن أن تحدث فجرا أو ليلا! هل سنعيش كل أسبوع او شهر قصة بيت آخر واسم أخر؟!
هذا غير منطقي البتة، يجب أن يكون حلا جذريا، الهبة الجماهيرية مباركة ولكننا لا نستطيع أن نتصرف كدولة داخل دولة، نحارب بعشوائية والحل أسهل بكثير!
قبل أن ينطق هذا الرئيس أو ذاك ببنت شفة فليتحملوا مسؤولية إخفاق المجالس بالتخطيط على مدار السنين، لكن هيهات!
في حال اقدم أحد الرؤساء على التخطيط وأراد دفع العملية فالتخطيط سيكون وفق المحسوبيات السياسية والعائلية، وانتقاما ممن ليس معي وتصفية من ضدي!
على هذا الحال لن يتغير وضعنا وسيبقى على ما هو بعد عشرين وثلاثين عاما!
اقترح ان يتم سحب صلاحيات التخطيط من مجالسنا ورؤسائنا لصالح جسم مهني يديره مهنيون من داخل الطائفة ويمثل جميع القرى.
بإمكاننا إقامة لجنة تخطيط خاصة للقرى الدرزية يترأسها شخص مهني لا يعرف فلان ولا يكترث لعلان، جسم مهني وظيفته التخطيط المهني والمنطقي بعيدا عن مآرب السياسيين!
الأمر سهل جدا، كما يوجد منتدى للسلطات المحلية يمكن إقامة لجنة تخطيط للقرى الدرزية!
لا أرى حلا جذريا في الأفق إلا إذا ابعدنا السياسيين عن عملية التخطيط!
كل هدم بيت والطائفة بالف خير!