ذكرت صحيفة "إيزفيستيا" أنه بعد فشل الهدنة في سوريا، تنتظر مجموعة كبيرة من طائرات "سوخوي-25" الهجومية الأوامر، لإرسالها إلى قاعدة "حميميم".
جاء في مقال الصحيفة:
قررت روسيا زيادة عدد الطائرات القتالية في قاعدة "حميميم" السورية، وأرسلت قاذفات من طراز "سوخوي-"24 و "سوخوي-34". كما أن طائرات "سوخوي–25" (غراتش) الهجومية جاهزة، وهي بانتظار الأوامر للإقلاع والتوجه إلى سوريا.
وتأتي هذه الزيادة على خلفية التهديدات الأمريكية بتفعيل ما يسمى الخطة "باء" في سوريا، والتي يفترض أنها تتضمن تكثيف الهجمات الجوية وإرسال قوات خاصة إضافية وزيادة كمية الأسلحة الموردة إلى "المعارضة المعتدلة". وهذه الخطة وضعتها الأجهزة الأمنية والبنتاغون لتستخدم في حال فشل الخارجية الأمريكية في التوصل إلى اتفاق مع روسيا.
وقد صرح مصدر في الدوائر العسكرية–الدبلوماسية لـ "إيزفيستيا" بأنه تم حاليا إرسال القاذفات "سوخوي-24 و34"، أما طائرات "سوخوي–25" فسوف ترسَل إذا تطلب الأمر ذلك. وأضاف: "يمكننا تعزيز مجموعة طائرات القوة جو–فضائية في حميميم في غضون 2-3 أيام.
وبحسب قوله، تجري عملية تعزيز مجموعة الطائرات عمليا وفق جدول المناوبة مع بعض الزيادات البسيطة. وقد أرسلت إلى سوريا قاذفات القنابل "سوخوي–24" المزودة بمنظومة "SVP-24" (التي "تحول" القنابل الاعتيادية إلى قنابل موجهة نحو الهدف)، وكذلك قاذفات من طراز "سوخوي-34"، التي عادت إلى روسيا للخضوع لعمليات الصيانة.
من جانبه، قال الخبير العسكري المستقل، مؤلف كتاب "الحدود السورية"، أنطون لافروف إن إرسال "سوخوي–25" إلى سوريا سيسمح بزيادة عدد طلعات الطائرات الروسية.
وأضاف أن ميزة استخدام "سوخوي–25" في سوريا هي استخدامها كقاذفات قنابل وليس بصفتها مقاتلات، حيث كانت تحمل القنابل إلى الأهداف المقررة وتلقيها من ارتفاع شاهق كما تفعل "سوخوي–24" و"سوخوي-34". ولكن "سوخوي–25" مقارنة بهما أخف وزنا ويسهل إعدادها للإقلاع. وإذا كان بإمكان "سوخوي–34" القيام بطلعتين في اليوم، فإن "سوخوي–25" تستطيع تنفيذ حتى عشر طلعات يوميا. كما أن في كل طائرة عدد من الطيارين، ما يسمح بتوجيه الضربات على الإرهابيين بصورة مستمرة ودون توقف.
وأشار الخبير إلى أن لكل نوع من هذه الطائرات خصوصية معينة، فمثلا "سوخوي– 24" مزودة بجهاز رؤية متطور يضمن إصابة الهدف بدقة عالية حتى في الظروف المعقدة. أما "سوخوي–34"، فمزودة بجهاز رؤية واستكشاف يسمح لها باكتشاف الأهداف، وهي مخصصة للأسلحة فائقة الدقة.
أما طائرة "سوخوي–25" فهي مثل شاحنة لنقل القنابل، وبعد التحديثات التي أجريت عليها، أصبحت قادرة على إصابة الهدف بدقة تصل إلى 0.8 م عن الهدف. كما أن منظومة القيادة الآلية تضمن توجيه القنابل وفق الإحداثيات التي سجلتها الاستخبارات، وما على الطيار إلا الإقلاع والتحليق نحو الهدف المقرر.
وبحسب رأي المحللين، فإن تعزيز مجموعة طائرات القوة جو–فضائية الروسية في سوريا، يشير إلى أن موسكو جاهزة لاتخاذ إجراءات حاسمة في حال فشل المفاوضات.
وبهذا الصدد، أوضح رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع فيودور لوقيانوف لـ "إيزفيستيا" أن تعزيز القوات قد يكون ردا على انهيار الهدنة فعليا. وأضاف، من المؤسف أن الجهود السلمية كافة وصلت إلى طريق مسدود، في حين أن قوات الحكومة السورية غير قادرة وحدها على تغيير مجرى الحرب، لذلك يجب علينا العودة إلى تلك الدرجة من التدخل التي كانت حتى شهر مارس/آذار الماضي.
وأشار لوقيانوف، إلى أن الضربات التي تنفذها طائرات القوة جو–فضائية الروسية هي دعم أساس للجيش السوري المنهك بسبب الحرب الطويلة. لذلك فإن من الصعب التكهن بنتائج معركة حلب.
وأضاف: لم يتمكن أي طرف حتى هذا اليوم من تحقيق انتصار حاسم، وهذا يعني أن المفاوضات عاجلا أم آجلا سوف تستأنف، وقد يحدث هذا بعد تغيير إدارة البيت الأبيض. وحاليا يحاول كل طرف تحقيق نصر حول حلب بهدف تغيير ميزان القوى لمصلحته والحصول على موقف قوي في المفاوضات المقبلة.