في أجواء مؤثرة ومجللة بإبداعات الأجيال الصاعدة التي حرص راحلنا الكبير على رفد ذاكرتها بتاريخ شعبها، جرى مساء الخميس في يافة الناصرة حفل مهيب إحياء لذكرى موثق النكبة الفلسطينية الكاتب الراحل سلمان ناطور.

وقد جرى الحفل بمبادرة المجلس المحلي والمركز الجماهيري وبالتعاون مع مدارس يافة الإعدادية والثانوية. وجاء هذا الحفل تتويجًا لأسبوع من النشاطات جرت تحت عنوان اسبوع سلمان ناطور، وقد جرى الاحتفال بمشاركة حاشدة من محبي سلمان ناطور وإرثه الأدبي والوطني، وفي مقدمتهم اهل فقيدنا الغالي.

باقون على عهد سلمان

افتتح الحفل المربي كيلاني كيلاني الذي أتحف الجمهور بمقاطع من روايات سلمان ناطور مؤكدا أن يافة قامت بتكريم فقيدها أيضا في حياته فعدد البرامج التي شارك فيها سلمان ناطور أهل بلده الثاني، يافة الناصرة، خلال مسيرته الأدبية. ومن بينها مشاركته مع فرقة العودة للفنون اليافوية بقيادة الفنان قصي علي الصالح في مهرجان "حكايات" في المغرب. ومشاركته بندوات مع طلاب مدارس ومشاركته المميزة في مهرجان "كي لا ننسى" لإحياء النكبة في العام الماضي.

وبدورها أكدت مديرة المركز الجماهيري، عبور طه، أنها وطاقم المركز الجماهيري وكافة أهالي يافة باقون على عهد سلمان وسيواصلون نقل رسالته للأجيال الصاعدة الداعية للتشبث بأرض الأجداد من خلال تجديد وتنشيط الذاكرة الجماعية لأبناء الوطن الواحد. وبعد ذلك قامت مدارس يافة بتقديم مقاطع مسرحية وشعرية معتمدة على إرث ناطور الأدبي ومجسدة لحياته وثقافته الوطنية.

وقد شارك في البرامج كل من الطلاب: تمارا حمود، رينان خطيب، ورد خليلية، حلا مغامسة ولونا علي الصالح. (المدرسة الاعدادية الحديقة). ورحمة عطية وابراهيم سعد (من مدرسة رؤوف ابو حاطوم الثانوية). ومحمد عادل جمامعة، حنين نعراني وآلاء حمود (المدرسة الاعدادية المراح). وقد لاقت البرامج التي قدمها الطلاب التقدير العالي من قبل الحضور، من حيث المضمون العميق ومن حيث الأداء المتميز الذي كشف طاقات مبدعة.

ثم القى الشاعر صالح عبود قصيدة رثاء معبرة لروح سلمان ناطور مؤكدا من خلالها على سلمان الإنسان والصديق المبدئي وصاحب القيم. ثم تلاه رئيس المجلس المحلي، عمران كنانة الذي قرأ مقتطفات مميزة من كتابات الراحل سلمان ناطور التي اثرت في بناء هويته وصقل شخصيته منذ الصغر. وتم عرض فيلم وثائقي مميز عن حياة الفقيد.

ومن ثم كان الكلمة للشاعر مرزوق حلبي وصف من خلالها سلمان ناطور بأنه كاتب فذ ولكنه قبل كل شيء كان انسانًا يقرن القول بالفعل حيث كان مخلصا لقيمه في كل المواقف ودافع عنها بشجاعة وعبر عنها بطريقة أدبية مميزة. وقال ايضًا إن سلمان أظهر ما يجول في أعماق الاشخاص الذين كتب عنهم وليس فقط سرد الحدث التاريخي نفسه.

ثم كانت الكلمة الختامية لأبنة الفقيد، إيناس، التي شكرت يافة الناصرة بأهلها ومركزها الجماهيري ومجلسها المحلي، والمدارس على الجهود الكبيرة لإحياء مثل هذا البرنامج، وأكدت أنه لو كان الرحل بيننا لكان سيشعر بالاعتزاز بأن يتم تكريمه بهذه الصورة، حيث تقوم الأجيال الصاعدة هي من يقوم بذلك، فهم كانوا طموحه وتفاؤله بمستقبل أفضل. هذا وقامت إيناس بإشراك الحضور بمواقف من حياة والدها كأب وركزت على انسانيته العميقة، وأن السمو بالإنسان كانت قيمة عليا في حياته ورّثها لأبنائه وأحفاده وشعبه كافة. كما وأكدت على مناصرته الكبيرة للنساء ولتعزيز مكانتهن.

تكريم العائلة..

في نهاية البرنامج تم تكريم العائلة من خلال تقديم درع خاص وتقديم لوحة من المدرسة الإعدادية الحديقة التي رسمتها الطالبة آيات سجراوي بإشراف المعلمة مارلين خوري. وتقديم صورة مميزة له من قبل المركز الجماهيري. هذا وقد تم كذلك تكريم ضيوف الحفل. وقامت مديرة المركز الجماهيري بتقديم شهادات لمديري المدارس التي شاركت في تقديم البرامج. وتوجهت بالشكر لقسم الثقافة والفنون ومديره قصي علي الصالح وقسم التسويق والاعلام في المركز ومركزه علي علي الصالح ومدير قسم المعارف في المجلس، محمود علي الصالح، والناطق باسم المجلس، عودة بشارات وموجّه الأمسية المربي كيلاني كيلاني على المجهود الكبير الذي بذلوه لإنجاح البرنامج عامة والأمسية خاصة.