المواطن حسن سليمان اوس:
بت مشردًا دون عنوان، ولا منزل يأويني من حرّ الشمس وبرد العواصف التي تضرب البلاد أسبوع تلو الآخر! فأجد نفسي تارةً أنام في غرفة داخل مقبرة، وتارةً أخرى يستقبلني بعض الأقرباء الأكرام ولكن حتى متى سيحتملون العبء الذي القيه عليهم؟!
اطلق مجهولون النار صوب نوافذ منزلي وبلطف من الله لم يصب احد بأذى، سوى الأذى النفسي والخوف والرعب الذي دبّ في نفوس افراد العائلة!، تساءل لدقائق طويلة ماذا فعلت؟ لماذا يطلقون النار عليّ؟ أنا انسان عادي لم أؤذِ أحدًا في حياتي؟
صرخ أحدهم في وجهي... أخرج من هنا.. لا مكان لك بيننا... أنت درزي!؟!
أطلب مساعدة أصحاب النفوذ وميسوري الحال، ولأوجه ندائي لكل من يستطيع مساعدتي، أرجوكم... فأنا اعيش ظروفًا صعبة للغاية... لا تتركوني وحيدًا
لم يكن صوته عاديًا عندما هاتفنا طارحًا مشكلته وما يعانيه في هذه الدنيا، صوت يحمل ألمًا ومعاناة، صوت يريد من ينقذه... هو المواطن حسن سليمان أوس من سكان قرية كفرياسيف ( دالية الكرمل – الأصل) والذي وجد نفسه مشردًا بين ليلة وضحاها فقط لأنه وجد منزلًا يلائمه في قرية أبى أهلها ان يستقبلونهم فيها. يتساءل المواطن حسن أوس:"أليس من حقي ان يكون لي عنوان كباقي المواطنين البلاد؟"، ويضيف:"بت مشردًا دون عنوان، ولا منزل يأويني من حرّ الشمس وبرد العواصف التي تضرب البلاد أسبوع تلو الآخر! فأجد نفسي تارةً أنام في غرفة داخل مقبرة، وتارةً أخرى يستقبلني بعض الأقرباء الأكرام ولكن حتى متى سيحتملون العبء الذي القيه عليهم؟!".
المواطن حسن سليمان أوس
وعن معاناته قال محدثًا :"انا من قرية دالية الكرمل في الأصل، قطنت في منزل مستأجر في بلدة كفرياسيف حتى قبل اشهر قليلة، عندما طالبني أصحاب المنزل بضرورة إخلائه لأنهم اصبحوا بحاجته، فبحثت عن غيره، لأجد منزلًا يناسبني ويلائم عائلتي في قرية المكر ، وبالفعل انتقلت الى هناك باحثًا عن السترة، الى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم عندما اطلق مجهولون النار صوب نوافذ منزلي وبلطف من الله لم يصب احد بأذى، سوى الأذى النفسي والخوف والرعب الذي دبّ في نفوس افراد العائلة!، تساءل لدقائق طويلة ماذا فعلت؟ لماذا يطلقون النار عليّ؟ أنا انسان عادي لم أؤذِ أحدًا في حياتي؟ ماذا يحدث؟ وبالفعل فقد تمالكت نفسي وقررت ان اتخذ قرارًا شجاعًا بأن اتوجه الى النافذة لأفهم حقيقة الأمر! وما ان نظرت الى الشارع المحاذي حتى صرخ أحدهم في وجهي... أخرج من هنا.. لا مكان لك بيننا... أنت درزي!؟! فجلست طويلًا أفكر... انا درزي؟ وما الفرق بين مسلم ومسيحي ودرزي ويهودي؟ السنا في النهاية جميعنا ابناء البشر؟ أليس جلدتنا واحدة؟ ودمنا واحد؟ لتتكرر العبارة التي سمعتها ومازال صداها يقرع في اذني "لا نريد دروزًا هنا!!".
وتابع:"قمت على الفور بإستدعاء سيارة تقلنا من المنزل انا وعائلتي وإبنتي وزوجها وطفلها (إبن الـ4 اشهر) الذين يقطنون معنا، وتوجهنا الى اهل زوجتي في قرية ابو سنان، وهم عائلة "حالها عَ قدّها" كما يقال، وأوضاعهم المادية وظروفهم المعيشية ليست احسن حالٍ، لنزيد العبء عليهم أكثر فأكثر، حتى انني لا اجد مكانًا لنفسي لأنام في الغرفة الوحيدة الفارغة لديهم والتي خصصوها لنا، فتوجهت لأنام مرةً في غرفة بالمقبرة، ومرةً في الكنيسة".
واضاف:"توجهت مرارًا وتكرارًا للشؤون الإجتماعية ولم أجد آذانًا صاغية، كما توجهت الى مشايخ الطائفة الدرزية ولم يساعدوني، واحدهم قال لي "لا شأن لنا..." ألست درزيًا كما قالوا لي في المكر؟ واذا لم تساعدوني انتم في الطائفة فمن سيساعدني؟ هذا كان لسان حالي في تلك اللحظة!، حتى ان الشرطة لم تستجب لنداءاتي بضرورة حمايتي، فقد امهلني صاحب الشقة في المكر بان اخليها خلال 3 ايام، فطلبت حماية من الشرطة، وقالوا لي اذهب وستكون القوات قريبة منك لحمايتك، فذهبت زوجتي لتجمع اغراض المنزل، ليتم مهاجمتها مرة أخرى وطردها من قبل الأشخاص نفسهم!، فعلمت مؤخرًا ان صاحب المنزل المستأجر قام بإخراج اغراضي الشخصية من هناك ووضهم داخل صناديق بمحاذاة المبنى السكني في الشارع!".
ومضى حسن سليمان اوس في شرح تفاصيله:"جميع من توجهت اليهم أغلقوا الأبواب في وجهي لأجد نفسي مشردًا، فمن يساعدني؟، والى متى سيتحمل اقرباءنا عبء عائلتي؟ فنحن 15 نفرًا نقطن في منزل صغير جدًا، ووالدة زوجتي مريضة، وزوجتي تعاني من مشاكل صحية ايضًا... وعليه قررت ان اتوجه اليكم لأطلب من منبركم مساعدة أصحاب النفوذ وميسوري الحال، ولأوجه ندائي لكل من يستطيع مساعدتي، أرجوكم... فأنا اعيش ظروفًا صعبة للغاية... لا تتركوني وحيدًا".