نشرت صحيفة بريطانية تقريرًا موسعًا عن دور الجيش الاسرائيلي في علاج الجرحى السوريين، والذي اعتمد على مرافقة ميدانية من قبل مراسل الصحيفة جيك سيمونس للجيش الاسرائيلي على الحدود مع سوريا، متسائلا عن الدوافع والاسباب التي تدفع اسرائيل لعلاج مسلحين من تنظيمات اسلامية معادية لها.
وأظهر التقرير الذي نشر على صحيفة "ميل اونلاين" االبريطانية يوم الثلاثاء بأن الجيش الاسرائيلي قدم العلاج لأكثر من 2000 جريح سوري منذ عام 2013 وأغلبهم من المسلحين ضمن الفصائل المعارضة للنظام السوري، وبتكلفة مالية وصلت الى 50 مليون شيقل، وحاول المراسل فهم ما يحدث والأسباب التي تدفع اسرائيل للقيام بهذا الدور، واجرى عدة مقابلات مع ضباط في الجيش الاسرائيلي والاطباء في المستشفيات التي يتم علاج الجرحى السوريين فيها، وكانت الاجابات تصب في الدور الانساني الذي يتوجب على اسرائيل القيام به، تجاه من يحتاج للعلاج الطبي حتى لو كان من اعداء اسرائيل.
وقد يكون هدف الجيش الاسرائيلي ايصال هذه الرسالة خاصة لسماحه لمراسل الصحيفة بمرافقة الجيش في بعض النشاطات، واجراء مقابلات مع بعض الجرحى السوريين الذين شكروا اسرائيل والعلاج الذي تلقوه، وبنفس الوقت كانت الاجابات من الجرحى حول موقفهم من اسرائيل بأنها ليست من الاعداء، وبأنها أفضل من العرب الذين وصفهم احد الجرحى "بالكلاب"، وذكر مسؤول اسرائيلي بأن اسرائيل تخوفت ان تتحول بنادق المسليحن نحوها حال رفضت تقديم العلاج الطبي للجرحى منهم.
بالمقابل فإن الاسباب الحقيقة التي تدفع اسرائيل للقيام بهذا الدور والدخول الى الجانب السوري في بعض الأحيان لنقل الجرحى للحفاظ على حدود آمنة مع سوريا، وإسرائيل بدورها تصر على أن الهدف من عمليات الإنقاذ هذه إنساني بحت وأن كل ما تأمله منها هو أن "تكسب القلوب والعقول" في سوريا، لكن المحللون يرون أن إسرائيل في واقع الأمر قد "عقدت صفقة قاتلة مع الشيطان" عبر تقديم الدعم للمسلحين السنيين الذين يقاتلون النظام السوري في محاولة لاحتواء أعدائها الرئيسيين حزب الله وإيران، على حد تعبير الصحيفة البريطانية.
وأفادت تقارير فلسطينية بأنه ووفقًا لهذه المعلومات ومعلومات أخرى كانت قد نشرت، يبدو واضحا بأن الجيش الاسرائيلي من خلال ما ظهر في كيفية نقل الجرحى السوريين وعودتهم الى سوريا بعد العلاج بأن هناك تنسيق بين الجيش الاسرائيلي والجماعات المسلحة، حيث تكون سيارات تنتظر الجرحى السوريين في الجانب السوري من الحدود لدى عودتهم.