هل تذكرون نانا ودانا وأخواتهنّ ممن قضينا عليهنّ، حين أطلّين قبل سنوات وملأن الدنيا بأغنيات الرخص الفنيّ وبكليبات الجرأة المبتذلة لا المُحبّبة؟
هل تذكرون موجة الفن الهابط أو موجة فنانات آخر زمن كما أسميناهنّ، وكانت حينها Melody الراعي الرسمي لهنّ؟
ها هي موجة (فن الجنس) تعود إلى الواجة من جديد، لكن هذه المرّة مع مستوى قذارة أعلى، وانحطاط أمتن، وسوقية لم نشهدها أبداً، وعرّابة كل ذلك، واحدة تُعى شاكيرا، وهي مصرية الجنسية، أما راعيتها فهي Mazzika هذه المرة.
شاكيرا، التي تتوهّم ربما أنّها لالنسخة العربية من شاكيرا الأجنبية، تطلّ في كليب لأغنية بعنوان (الكمون)، وليتني لم أشاهد عملها الذي لا تُقدّم فيه نفسها، إلا كفتاة هوى، فتعرض جسمها للبيع علناً، وتنتظر الزبائن!
شاكيرا أرادت أن تُقدّم لنا نفسها بهذا الشكل، ولسنا نحن من نحكم عليها أو نصنّفها، بل هي من تضع نفسها في هذا القالب، فلا نراها في الكليب سوى ترقص بشكل مُبتذل، تهزّ بمؤخرتها وتستعرضها كما تفعل بصدرها، تحمل «قرن الحرّ» وتمرّره على جسمها بشكل لا تفعله سوى بنات التعرّي في أفلام البورنو. تقوم وتقعد وتجلس على الموتو وترتعش وتمدّ لسانها ثم تبلعه، ولا ينتهي الكليب/المهزلة، إلا بعد أن يتأكد المشاهد أنّ هذه الفتاة لا تريد فناً، بل تريد جنساً!
عدا عن قُبح الصورة، تأتي الأغنية لتُشعرنا بالغثيان، خصوصاً أنّ من كتبها تافه ومن لحنها أتفه، ويقول العمل العظيم: «ما اعرفش أدق أنا الكمون، ولا ليش كلام مع اليانسون، وان عزت فلفل، نجيبوا مطحون»!
شاكيرا تنضمّ لـِ لائحات بنات الفن «المجوي»، كـ سما المصري التي غنّت للشبشب وحملت الـ String في كليبها الأخير، وغيرها من «الفلتانات» اللاهثات خلف الشهرة.
بئس هذا الفن الذي ترفضه مصر حتماً، ونرفضه كلنا، بئس رخص يوازي بقباحته التشدّد والتعصّب والهمجية الدينية السائدة.. وقد يكون لعودة هذا النوع من الفن علاقة باستشراء العفن الديني، وقد يكون ردّ فعل قاسٍ، لكنّه حتماً ردّ مرفوض لا يتناسب سوى وسلوكيات الحواري وأبنائها!