تسعى منظمة الصحة العالمية ودول عديدة الى إيقاف انتشار حمى "ايبولا" القاتلة، التي أودت بحياة أكثر من ألف شخص، مستخدمين في ذلك كافة السبل المتاحة.
فبعد ان وافق خبراء المنظمة على استخدام دواء غير مرخص في علاج هذا المرض، وافقت الولايات المتحدة على ارسال دواء "ZMapp" التجريبي الى ليبيريا لعلاج الأطباء المصابين بالمرض، ثم أعلن وزير الصحة الكندي، روني امبروز، عن استعداد بلاده لإرسال 800 – 1000 جرعة من الدواء الذي ابتكره المختبر الوطني للأحياء المجهرية الى افريقيا، لعلاج المصابين بهذه الحمى القاتلة، مع العلم ان هذا الدواء لم يخضع لاختبارات سريرية ايضا، أي انه غير مرخص رسميا. وأضاف الوزير الكندي، أن كندا مستعدة لإرسال الأطباء والأموال اللازمة لمكافحة المرض.
ورغم الإجراءات الحازمة التي تتخذها مختلف الدول لمواجهة المرض ومنع انتشاره، إلا أن "ايبولا" مستمرة في حصد ارواح الناس. فقد توفي في مستشفى كارلوس الثالث في مدريد، الكاهن ميغيل باهاريس (75 سنة) الذي أصيب بهذا المرض في ليبيريا حيث كان يعمل. وكان الكاهن قد نقل قبل اسبوع من ليبيريا بصحبة الراهبة يوليانا بونوا التي لم تكشف التحاليل عن اصابتها بالمرض. وكان الأطباء قد استخدموا دواء تجريبيا غير مرخص في علاج الكاهن. مع العلم ان نفس هذا الدواء يستخدمه أطباء الولايات المتحدة في علاج مريضين بنفس الحمى. ويقول الأطباء كان مفعول الدواء في البداية إيجابيا، حيث استقرت الحالة الصحية للمرضى.
من جانب آخر اعلن عن اصابة ممثل الجمعية الاقتصادية لدول غرب افريقيا، جاتا اسيهو عبدالقادر، بهذه الحمى، ليصبح ثالث شخص يصاب بها في نيجيريا. ويعتقد سبب ذلك يعود الى اختلاطه بالمواطن الأمريكي باتريك سوير الذي قضى نحبه في لاغوس بنيجيريا.
تشير كافة الدلائل، الى انه بعد وفاة الكاهن الاسباني وظهور أعراض شبيهة بأعراض هذه الحمى القاتلة لدى 14 شخصا في صربيا قدموا من نيجيريا وغينيا وليبيريا وسيراليون، بدأت إيبولا تغزو القارة الأوروبية ايضا.
انطلاقا من هذا، قال وزير الدفاع المدني والطوارئ الروسي، فلاديمير بوتشكوف، في اللقاء الثامن لمسؤولي الدفاع المدني والطوارئ لبلدان منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ ( ابيك)، المنعقد في بكين، ان زيادة المخاطر والحالات الطارئة ومن ضمنها حمى "ايبولا" القاتلة، يشير الى ضرورة تعاون دولي لمواجهة هذه المخاطر والتهديدات، وقال "على خلفية تفاقم التهديدات، من الضروري تكثيف التعاون بيننا، حيث يزداد عدد ضحايا السونامي والاعاصير وغيرها من الكوارث الطبيعية". وأضاف " ان انتشار حمى "ايبولا" يشير من جديد الى ضرورة تكثيف التعاون الدولي من أجل مواجهة مثل هذه المشاكل".
ويذكر أن عدد الاصابات المسجلة رسميا = 1848 إصابة وعدد الوفيات = 1013