ودع المنتخب الكوستاريكي مونديال 2014 بالبرازيل مرفوع الرأس بعد تحقيقه نتائج مشرفة وتقديمه أداء اسطوريا.
أكمل المنتخب الهولندي أضلاع المربع الذهبي لمونديال 2014 بالبرازيل، على حساب نظيره الكوستاريكي المتألق بفوزه عليه بشق الأنفس بركلات الترجيح في المباراة التي جرت بينهما السبت 5 يوليو/تموز، على ملعب "أرينا فونتي نوفا" بمدينة سالفادور البرازيلية، في ختام منافسات الدور ربع النهائي لبطولة كاس العالم لكرة القدم.
وشهدت هذه المباراة كما كان متوقعا صراعا قويا بين المنتخب الهولندي صاحب أقوى هجوم برصيد 12 هدفاً في أربع مباريات، مقابل 4 أهداف دخلت شباكه، وبين نظيره الكوستاريكي صاحب أكبر المفاجآت "قاهر أبطال العالم" وأقوى خط للدفاع إذ تلقت شباك حارس مرماه العملاق كيلور نافاس هدفين فقط في أربع مباريات، بينما سجل لاعبوه 5 أهداف.
وسيطر لاعبو الطواحين الهولندية على مجريات الشوط الأول من خلال الاستحواذ على الكرة والهجوم الضاغط باستمرار على مرمى الخصم من جميع الجهات. ولاحت أول فرصة حقيقة لهم للتسجيل في الدقيقة الـ 22 عندما سدد المهاجم روبن فان بيرسي كرة قوية تصدى لها الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس وارتدت منه إلى ويسلي سنايدر الذي راوغ الدفاع وسدد كرة أرضية انقض عليها الحارس ببراعة.
وتدخل نافس مرة أخرى وأنقذ مرماه من هجمة خطيرة في الدقيقة الـ 28 عندما توغل فان بيرسي من الجهة اليسرى وسدد كرة قوية تصدى لها الحارس المتألق.
وتدخل العملاق نافس للمرة الثالثة وأنقذ مرماه في الدقيقة الـ 39 بتصديه لكرة متقنة سددها سنايدر في الزاوية اليسرى من ضربة حرة مباشرة، حصل عليها الجناح الهولندي الطائر آريين روبين.
ومن ثم قطع الحارس المتلأق كرة من أمام المهاجم فان بيرسي المنفرد من الجهة اليسرى في الدقيقة الـ 42.
وعجز الهجوم الهولندي عن هز شباك الحارس العملاق نافاس في الشوط الأول.
وهدأت وتيرة اللعب في الشوط الثاني وتراجع أداء الهولنديين بشكل كبير مقارنة مع الأول، بينما تحرك لاعبو كوستاريكا بحيوية أكبر وحصلوا على عدة كرات ثابتة بعد هجمات مرتدة سريعة. ولاحت فرصة جيدة للتسجيل للمدافع الكوستاريكي جيانكارلو غونزاليس الذي سددة كرة من داخل منطقة الجزاء مرت بجوار القائم الأيمن بعد ضربة حرة نفذها قائد الفريق براين رويز.
وكاد ويسلي سنايدر أن يهز شباك نافس في الدقيقة الـ 82 بتسديد صاروخية من ضربة حرة مباشرة من الجهة اليسرى، ولكن كرته اصطدمت بالقائم الأيسر القريب ومن ثم شتتها أحد المدافعين.
وجاء دور نافس بعد دقيقة لينقذ مرماه من هجمة خطيرة أخرى، ومن ثم تصدى لكرة قوية ثانية سددها فان بيرسي من ضربة حرة مباشرة من الجهة اليسرى حصل عليها النجم آريين روبين في الدقيقة الأخيرة.
وكاد فان بيرسي أن ينهي المباراة في الدقيقة الثالثة المحتسبة بدلاً عن الضائع عندما سدد كرة في الزاوية اليسرى، ولكن المدافع يلتسين تيخيدا أبعدها من خط المرمى، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل السلبي ويلجأ المنتخبان لشوطين إضافيين.
وتابع نافس أداءه الرائع والذود عن مرماه ببسالة وتصدى لكرة خطيرة رأسية سددها ديرك كاوت وحولها إلى ضربة زاوية تسببت في سقوط الحارس وتعرضه لإصابة خفيفة في الركبة، ومتاعب للمدافعين.
وكاد ماركوس أوريليو أن يقضي على آمال الهولنديين في الدقيقة الـ 116 بتسديدة من داخل منطقة الجزاء تصدى الحارس الهولندي ياسبر سيليسين لكرته. ورد سنايدر بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة الـ 118 ولكن العارضة تعاطفت مع الحارس القدير نافاس.
ولم تسفر اختراقات النجم آريين روبين من الجناحين والوسط والعمق مرة تلو الأخرى، والضربات الحرة المباشرة والركنية التي حصل عليها، وتسديدات الثنائي روبن فان بيرسي وويسلي سنايدر العديدة عن أي شيء، نتيجة للصمود البطولي من قبل الكوستاريكيين الذين استبسلوا في الدفاع عن مرماهم، ونجحوا في الحفاظ على عذرية شباكهم على مدار الوقت الأصلي والإضافي للمباراة الماراثونية.
ولكن المدرب الهولندي لويس فان خال حسم نتيجة اللقاء لصالح الطواحين بطريقته الخاصة بزجه بالحارس الهولندي البديل تيم كرول المتخصص بركلات الترجيح، وبالفعل لم يخيب الأخير آمال فان خال والجماهير الهولندية وتصدى لكرلتين ترجيحيتين، وأنهى بذلك القصة الأسطورية لكوستاريكا.
ونفذ ركلات الترجيح لكوستاريكا كل من:
1- سيلسو بورخيس – هدف
2- براين رويز – الحارس الهولندي البديل تيم كرول يتصدى لكرته
3- جيانكارلو غونزاليس – هدف
4- كريستيان بولانيوس – هدف
5- مايكل اومانا - الحارس الهولندي البديل تيم كرول يتصدى لكرته
بينما نفذ ركلات الترجيح لهولندا كل من:
1- روبين فان بيرسي - هدف
2- اريين روبن - هدف
3- ويسلي شنايدر – هدف
4- ديرك كيوت – هدف
وضربت هولندا موعداً في الدور نصف النهائي للنسخة الـ 20 لنهائيات بطولة كأس العالم مع نظيره الأرجنتيني الذي بلغ الدور نفسه، على حساب المنتخب البلجيكي إثر تغلبه عليه بهدف وحيد في اللقاء الذي أقيم بينهما في وقت سابق من يوم السبت ايضا، على استاد "ماني غارينشا" الوطني في العاصمة برازيليا.
بينما خرج المنتخب الكوستاريكي من البطولة مرفوع الرأس بعد أن سطر التاريخ بتأهله إلى الدور ربع النهائي لأول مرة في التاريخ، والنتائج المشرفة التي حققها في البطولة، فقد فجّر مفاجأة مدوية تلو الأخرى.
وتحول منتخب كوستاريكا الـ "تيكوس" الذي كان مرشحا لأن يكون "الضحية" جسرا للعبور ومصدرا لحصد النقاط للكبار في المجموعة الثالثة "مجموعة الموت" التي ضمّت ثلاثة منتخبات توجت بلقب أبطال العالم هي الإيطالي بطل العالم أربع مرات، والأوروغواني بطل العالم مرتين، والإنكليزي بطل العالم لعام 1966، تحول إلى "الحصان الأسود" وقاهر للأبطال في المونديال.
وكان منتخب الأوروغواي الضحية الأولى لنظيره الكوستاريكي الذي تغلب عليه (3-1)، ومن ثم أسقط الأزوري الإيطالي بهدف وحيد، وبعد ذلك فرض التعادل السلبي على منتخب "الأسود الثلاثة"، وخرج من مجموعة الموت سالما غانما متصدرا برصيد 7 نقاط.
وواصل منتخب كوستاريكا مفاجآته بفوزه على نظيره اليوناني "أحفاد الإغريق" بطل أوروبا عام 2004، بعشرة لاعبين بركلات الترجيح (5-3)، بعد تعادلهما (1-1)، في دور الستة عشر، وحجز مقعداً له بين الثمانية الكبار لأول مرة في تاريخه.