تعتمد تطبيقات المحادثة المجانية مثل “واتس أب” و”فايبر” على خدمة الإنترنت، ولذلك فهي مجانية سواء كان التواصل بين المستخدمين في نفس الدولة أو خارجها، ما أعطى ميزة اضافية لمستخدمي هذه التطبيقات، وهي أن رسائلهم تظل مجانية سواء كانت محلية أو دولية.
وكان الرئيس التنفيذي للشركة صاحبة التطبيق الشهير “واتس آب”، جان كووم، قال إن هذا البرنامج يتعامل مع 18 مليار رسالة يومياً، بين الصادر والوارد حول العالم، وهو ما يجعله يتفوق على “تويتر” الذي يمثل واحداً من أهم وأشهر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم.
ولدى شبكة “تويتر” أكثر من 200 مليون مستخدم نشط، يتداولون مليارات الرسائل يومياً، إلا أن عددها لا يصل الى مستوى 18 ملياراً، وذلك رغم أن تويتر متوافر كتطبيق مجاني للهواتف الذكية، ويمكن استخدامه للتواصل المباشر بين المستخدمين المشتركين.
وكان تطبيق “واتس أب” قد ظهر لأول مرة في العالم عام 2009، الا أنه سرعان ما تحول الى أحد أهم تطبيقات المحادثة المجانية المتوافقة مع الهواتف الذكية، الى جانب “فايبر” و”تانغو” و”كاكاو” والعديد من التطبيقات الأخرى المشابهة.
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن تطبيقات المحادثة المجانية على الهواتف الذكية أصبحت تمثل تهديداً للتدفق المالي على شركات الاتصالات حول العالم، بعد أن أصبحت الوسيلة للمستخدمين من أجل تبادل الرسائل النصية والملاحظات، خاصة بين الأصدقاء، بينما انخفض استخدام الرسائل النصية التقليدية (SMS) التي كانت تمثل أحد وسائل الدخل المالي بالنسبة لشركات الاتصالات.
ونقلت “فايننشيال تايمز” عن شركة “انفورما” للاستشارات الإعلامية قولها إنه من المتوقع أن يبلغ إجمالي الرسائل الفورية التي سيتم تداولها عبر التطبيقات المجانية خلال العام الحالي 41 مليار رسالة، وهو أعلى بنحو الضعفين من الرقم المتوقع بالنسبة للرسائل النصية القصيرة.
وأوضحت “انفورما” أن إيرادات شركات الاتصالات حول العالم من الرسائل النصية القصيرة (SMS) يتوقع أن تكون العام الحالي بحدود 120 مليار دولار، الا أن هذه الايرادات مهددة بسبب التحول التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم والذي يلقي بآثار كبيرة على صناعة الاتصالات.
وقال المحلل المختص بالاتصالات لدى “انفورما” باميلا كلارك ديكسون “إن الرسائل عبر الانترنت تستخدم بشكل متزايد كبديل للرسائل النصية التقليدية في العديد من الأسواق عبر العالم”.